أنت تهوى الاشباح حقا
إذن أنت شجاع
تحب عالم الاشباح؟
لا تخشى صوت النباح
لا تهدأ منذ الصباح
و تطرب لسماع الصياح
تلك شجاعة الذئاب
الشجاعة فى الدنيا نوعان
شجاعة البطل و شجاعة الباطل
شجاعة الباطل مثل الاسد فى الغاب
أما البطل فمن يواجه و لا يهاب
عندما قتلتنى بالأمس
لم تخف من شبحى الهائل الكثيف
هيكل عظمى مخيف...
عينان بارزتان وأسنان تضحك
شكله يجعل أسنانك تصطك
هل أنت سعيد الآن؟
و أنت تعيش فى خوف مزمن
تلهو مع الاشباح ليل صباح
تريد أن تقتص من صانع الجراح
لا تزال تحتفظ بأدوات القتل
الرصاصة و السكين ذى النصل
لماذا ؟ هل يموت الشبح مرتين
سوف ترانى فى كل موقف شجن
أنظر و أقول: هذا انتقام الزمن
و ما فعلته يداك ظلما
فالظلم يبقى دينا و ديان
ترانى عينا ترقب الأحزان
ترانى صوتا قاسيا بلا حنان
ترانى أركض نحو الأمان
تركت الزخرف و زينة الحياة
و هل تتزين الاشباح فى الهواء؟
و هل تتحدث بغير الآه؟
ينسكب الدمع و تهمس الشفاه
شبحى يطاردك فى كل مكان
فى جدك و هزلك و فى المنام
أينما كنت و فى أى مقام
بيننا قارات وساعات و أيام
يطاردك شبحى دوما فقد علمته
القسوة...و غدر الاحباب
و الصمت الاخرس الجبان..
قد يكون الصمت اسوأ من السباب
تبدو النظرة شعلة من العذاب
لا تغتر بالطاعة...
وراءها ذكرى و شكوى للسماء
و لا تطمئن للهدوء
فقبل العواصف تسكت الكائنات
لا تصدق البسمة
البسمة الصفراء مثل الخماسين
بلا خير يعم و تغشى العيون
آثرت البقاء كى أشهد الانتقام
ليس بيدى ...لكنها الأقدار
قد سرنا فى الدرب كما كان الأمر
نعلم أن أخره هو الخسر
نعيش المآسى لعلك تتذكر
يقل الضوء مع عمق الطريق
يوشك زيت المصباح أن يراق
و لا عودة حتى لا يقال
أنه أخطأ و أصابه الإخفاق
المهم أن ينفذ المرسوم
يضحى بالكل حتى ينتصر الكلام
و الأنف العالية تطاول الغمام
يموت الكل و تنجو أفكارك العظام