الأربعاء، 14 مارس 2012

الحائل

كنت أقرأ...

حتى حيل بينى و بين صفحات الكتاب

كنت أعمل...

حتى حيل بينى و بين الوصول للمكان

كنت أدرس...

حتى حيل بينى و بين الامتحان

كنت أرسم...

حتى حيل بينى و بين الألوان

كنت أعيش...

حتى قتلوا الحلم و الأمان

كنت أمضى...

إلى حيث يذكرنى الزمان


النفس كيف تسعد

و قد ذهب البهاء؟

و اليد لن ترسم

مادام الفكر هان


كانت الأمور يسيرة

ثم تعقدت لآمالى الأسباب

كانت لى كينونة

و رأى و فكر يسر الألباب

و فى الدنيا لى مكانة

أصبحت بلا عنوان


كنت أزهو بما زرعت

حتى صار منبع الاحزان

و ما كنت أعده لزمنى

رأوه دليل العجز و الخذلان


كنت أمشى فى طريقى

حتى زرعوا الأشواك

و فى كل طريق حولى

وضعوا الألغام و الشراك

كيف لى أن أنجو؟

أصبحت بلا حراك...


قال لى كفاكِ غرورا

و تخلصى من حب النفس و الأوهام

ما أنت إلا شيء!

مثل باقى الأشياء و الهوام


الطيور التى كانت تغرد

فزعت من هجوم الغربان

و الحيتان فى البحر نادت

سنطلب لغيرك الغفران

مزقت ما عندى من ورق

فسعدت بطعمه الجرذان


وضعونى فى قصر عال

بعيدا عن العمران

فكنت وحيدة بين طلل وشجر

عشقت الصمت و النظر

من وراء الجدران

اسمه قصر...

لكنه سجن و سجان


و توالت علىَ الأيام وحدى

السكون أصبح زادى

و نسيت لغة الإنسان

الهمس أعلى صوت عندى

و إن تحرك بالكلام اللسان


الحوائط يعلوها زجاج مكسور

فليس هناك من فرار

و إن تعلمت تسلق الجبال

تعالت أكثر و تشققت الحبال

وجدت حولى ألف حائل

لا يقهرها الفرسان البواسل

من تخطاها عاش بالجروح

و إن تعافى قلبه و الروح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق