كنت أقرأ...
حتى حيل بينى و بين صفحات الكتاب
كنت أعمل...
حتى حيل بينى و بين الوصول للمكان
كنت أدرس...
حتى حيل بينى و بين الامتحان
كنت أرسم...
حتى حيل بينى و بين الألوان
كنت أعيش...
حتى قتلوا الحلم و الأمان
كنت أمضى...
إلى حيث يذكرنى الزمان
النفس كيف تسعد
و قد ذهب البهاء؟
و اليد لن ترسم
مادام الفكر هان
كانت الأمور يسيرة
ثم تعقدت لآمالى الأسباب
كانت لى كينونة
و رأى و فكر يسر الألباب
و فى الدنيا لى مكانة
أصبحت بلا عنوان
كنت أزهو بما زرعت
حتى صار منبع الاحزان
و ما كنت أعده لزمنى
رأوه دليل العجز و الخذلان
كنت أمشى فى طريقى
حتى زرعوا الأشواك
و فى كل طريق حولى
وضعوا الألغام و الشراك
كيف لى أن أنجو؟
أصبحت بلا حراك...
قال لى كفاكِ غرورا
و تخلصى من حب النفس و الأوهام
ما أنت إلا شيء!
مثل باقى الأشياء و الهوام
الطيور التى كانت تغرد
فزعت من هجوم الغربان
و الحيتان فى البحر نادت
سنطلب لغيرك الغفران
مزقت ما عندى من ورق
فسعدت بطعمه الجرذان
وضعونى فى قصر عال
بعيدا عن العمران
فكنت وحيدة بين طلل وشجر
عشقت الصمت و النظر
من وراء الجدران
اسمه قصر...
لكنه سجن و سجان
و توالت علىَ الأيام وحدى
السكون أصبح زادى
و نسيت لغة الإنسان
الهمس أعلى صوت عندى
و إن تحرك بالكلام اللسان
الحوائط يعلوها زجاج مكسور
فليس هناك من فرار
و إن تعلمت تسلق الجبال
تعالت أكثر و تشققت الحبال
وجدت حولى ألف حائل
لا يقهرها الفرسان البواسل
من تخطاها عاش بالجروح
و إن تعافى قلبه و الروح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق